من خلف الأسوار(6):محبوبتى ...حريتى

سكبوا المداد وَمزَّوقوا أوراقى

ومضوا إلى حيث البداية تنتهى

وتسابقوا، كل يسطر تهمة

وبكل حقدٍ أودعونا حجرة

قالوا: عجيبٌ أمره متدله

أنا لست أحكى عن جميل بثينةٍ

وكثير عزة قد هوى فى عشقها

كلا، ولم أنشدْ لفوزٍ قصةٌ

كلاً، ولا ولادةٌ أعطيتُها

ما جُنَّ عقلى كالمنخَّل إذا سَبَتْ

أنا عاشقٌ وصبابتى فيما ثوى

الجُرْمُ أنى مسلمٌ يبكى على

الجُرْمُ أنى لم أَخن وطنى ولا

الجُرْمُ أنى أصطفى أنشودتى

الجُرْمُ أنى أكره الظلم الذى

أنا عاشقٌ يبكى على محبوبة

محبوبتى حريتى ولطالما

حريتى..سلبوكِ يا نبع السنا

لما بكى قلبى فراقك واكتوى

والدمع سَطَّر شوقه متبتلاً

كيف انعتاقُ النور من أَسْرِ الدُجى

لما عشقت على المدى حريتى

وسَرَتْ بساحى كلُّ أطياف المنى

وتقاَطَرتْ فوق الصحائف لوعتى

ونشيدَ إخوانى وأحلامَ الصبا

لما تراقصت البلابلُ نشوةً

لما بدا روضُ الأمانى يافعًا

سكبوا المداد وَمزَّوقوا أوراقى

ومضيتُ للأسْرِ البغيض مُصَفَّدًا

وتنازعوا أمرى وشُدَّ وثاقى

وتعاملوا من منطق الإغلاقِ

وكأنما ملكوا عَلَّى خناقى

فيها تُدار رَحَىْ مِنَ الإرهاقِ

أنا عاشقٌ من دوحة العشَّاقِ

وابنِ الملّوح طار فى الآفاقِ

وهواكِ لبنى لم يكن بسياقِ

كغرام ابن الأحنف المشتاقِ

وجدى، ولا أسقيتُها ترياقى

ذَاتُ الخدور فؤاده بتلاقِ

بين الضلوع وفى مدى أحداقى

أطلال عزته وطول فراقِ

بعتُ الكرامة، حِدْتُ عن أخلاقى

وأصون حرفى من هوى الإغراقِ

حبس العقول بوهدةِ الإغلاقِ

سُلِبَتْ، فَسَعَّرَ جُرحُهَا أعماقى

غَنَّتْ لها الأطيارُ بالإشراقِ

يا دفء وجدانى جَنَاإيراقى

بالنار من فرط الجوى الدفَّاقِ

هيمان تسكنه لظى الأشواقِ

حتى يطيب جمالُه بعتاقِ؟!

وعشقتُ خارطتى وطيِبَ خَلاَقى

وشَدَتْ بلحنٍ هائمِ تَوَّاقِ

خَطَّتْ عليها رحلتى وسباقى

وتوهُّجَ الآمال بين رفاقى

وسرى بنا نورٌ من الأخلاقِ

لما بدا لهموا سنا الإشراقِ

وتوهَّمُوا أنى سجينُ شقاقى

وأراكَ تعرفُ يا أخى.. ما الباقى!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
©2009 الشاعر يوسف أبوالقاسم الشريف | by TNB