رسالة من وراء القضبان.. إلى "أمي"


أماه ثار الشوقُ في وجداني

وتقرحت من سهدها أجفاني

أماه طال الليلُ في زنزانتي

فمضيت أسْطُر من عجيب زماني

أماه لا أدرى بأيةِ أحرفٍ

أقضيك حقك منبع الإحسان

فأقول ويحك يا قريض هَلُمَّ لي

هل رحت تسكنُ واحة النسيان

هات القوافي يا قريضُ ودلني

ماذا لأمي قد يكونُ بياني

القلب يهتف والجوارحُ تنتشي

إن مرَّ طيفك بالفؤاد العاني

كم هزني شوقي إليك فهل ترى

يومًا تعود إليكمو ألحاني

فأُقَبِّل الأيدي التي كم في الصبا

مسحت على رأسي بكل حنانِ



******

أماه في ليل سكين حالم

سجدت به الأكوانُ للرحمن

جاءوا إليَّ مدججين سلاحهم

وكأنهم بالحرب في إعلان

ومضيتُ مصفود اليدين أمامهم

حتى وصلت إلى يد السجان

في حجرة سفلية ألقوا بنا

هي قبرُ أحياءٍ بلا أكفانِ

فيها صراصير تهرول فوقنا

وكذاك مملكةٌ من الجرذان

إن شئت فاسمع صرخةً من مؤمنٍ

قد ذاق بالتعذيب كل هوانِ

جلد وإرهاب بكل صنوفهِ

والكي كهربة وبالنيران



******

قالوا ستمثل عند أكبر هيئة

تقضي بكل العدل والميزان

أنا لستُ أعرف تهمتي وجنايتي

مَنْ يستحل كرامتي وهواني

وهناك قالوا إن ذنبك واضح

أنت الذي تمشي مع الإخوان

أو لستَ تدعو للخلافة دائمًا

أتظن أنك مصلح الأكوانِ

تدعو لتطبيق الشريعة زاعمًا

أن الصلاح بها لكل زمان

ضُبطت بدارك للعلوم خزانة

فيها الصحاح ومصحف عثماني

كتبًا وجدناها بدارك كلها

تدعو لفكر جماعة الإخوان

هيا احبسوه ورحِّلوه إلى طره

حتى يذوق من الأذى ويعاني



******

أماه تلك حكايتي وأنا هنا

في روضةٍ سكانها إخواني

الليل عندهمو نحيبٌ دائم

من فرط خشيتهم من الديَّان

ذكر وطهر واشتياق دائم

للقاء أحمدَ سيد الأكوان

أماه تلك حكايتي لا تجزعي

أنا عاشقٌ للنور فيه جناني

أماه لا تبكي الفراق فإنني

مستمسك بالحق والإيمان

مهما يطول الظلم في ظلماته

وتُهان أفكارٌ تداس معاني

سأظل انتظر الصباح على المدى

يأتي بشرع الله بالقرآن



------------

*عضو نادي الأدب بسوهاج، كتب هذه الأبيات في طره بتهمة الانتماء للإخوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
©2009 الشاعر يوسف أبوالقاسم الشريف | by TNB