سأظل أبكيكم طوال حياتى



مهداة إلى روح فضيلة الشيخ ( أبو الحمد ربيع ) رحمه الله

ياعين جودى بالدموع وهاتى

ماذا أسطر واليراع يهزنى

فلتبك يا قلبى فراق أحبتى

فمصابنا فى شيخنا وجع الدنا

رحل الحبيب وقد ثوى فى أضلعى

شيخى أبو الحمد الربيع إمامنا

ياقلب هل تخفق لغير إمامنا

كم كنت أرجو الموت قبلك سيدى

كنت الربيع لنا وكنت ضياءنا

كنت الأبوة كنت فيضاً حانياً

إن جاء من يجهل ترق لحاله

محن عليك تعاقبت فقهرتها

ماهبت جباراً وعشت مجاهداً

يا أيها الوجه الصبوح رحلت فى

يا أيها القلب الكبير مدائناً

سيظل يحفظ عهدكم طول المدى

قد رحت تسرع فى الرحيل لتلتقى

فاهنأ سعيداً شيخنا فى جنةٍ

وانعم برفقة أحمدٍ وبصحبه

هذا قصيدى فيك قد سطرته

سأبلل الأوراق فى مرثيتى

واستفرغى وجعى مع حسراتى

قد راح لا يقوى على الإثبات

رحلوا فيا ويحى من الحرقات

لن تستطيع لوصفه كلماتى

وجعٌ يسعر باللظى آهاتى

قد فارق الدنيا إلى الجنات

وهو الذى قد عاش فى جنباتى

حتى أُنَعَّمَ منكمو بصلاة

كم كنت تهدينا إلى المشكاة

كنت انبلاج الصبح فى ظلماتى

وتحوطه بالبشر والبسمات

ووقفت تجلوها بكل ثبات

ما لان عزمك ساعة لطغاة

رمضان شهر الخير والرحمات

ربيت جيلاً طاهر الجنبات

لن ينثنى للقهر والضربات

بالمصطفى فى عالم الروضات

تشدو بها الأطيار بالنغمات

ومن المهيمن لذة النظرات

هيهات شيخى أن تفى كلماتى

سأظل أبكيكم طوال حياتى

يا بقايا الطيبين

أهل غزة

يا بقايا الطيبين

يا بقايا السائرين

على دروب الثائرين

يا شعاعًا من ضياء الفاتحين

يا عزاء المتعبين الصابرين

يا رياض الطاهرين

يا نشيد الحالمين

يا سطور المجد ضاءت

فى سجل الخالدين

انتمو العزة قامت

يوم نام الكل فى

درك الخئون

يوم راح العار يهزم امتى

عبر السنين

يوم راح الهم يثوى شاهدا

فوق الجفون

انتمو الوعد تجلى

شامخا فوق الجبين

انتمو الازهار فاحت

والندى والياسمين

انتمو الفجر البهى

انتمو الصبح الندى

أنتمو المجد العلى

جاء يطوى حالكات التية فينا

يملأ الدنيا لحونا

ويغنى للغفاة الحائرين

يمتطى سرج المعالى

يشحذ العزم الأبى

ويطرق الأبواب

حتى يستفيق النائمون

أهل غزة يا بقايا الأولين

ياشموعًا قد أنارت

حالك القلب الحزين

صوتكم دوى يزلزل

ماتبقى من شجون

لا مكان ولا زمان

لا سدود ولا حدود

صوتكم دوى يزلزل

معلنا فينا النهار

صوتكم دوى يزلزل

فى حداء

معلنا فينا انتماء

معلنا فينا الفداء

معلنا فينا البداية

معلنا فينا بالا صوت يعلو

فوق صوت المؤمنين

أيها الأحرار أنا

قد سمعنا صوتكم

قد سمعنا

صرخة الأطفال فى عمر الزغب

صرخة من أمهات

رحن يدفعن اللهب

أنة الشيخ المعنى

حين أقعده التعب

غضبة الأحرار تزأر

فى وجوه الخائنين

صرخة الوطن الجريح المغتصب

قد سمعنا صرخة فينا تنادى

أين أنتم ياعرب

قد سمعناكم ولكن

قد رأيناكم ولكن

قد عرفناكم ولكن

أين أين السامعون

أين أين المسلمون

أين أين المخلصون

ضاع منا السيف

والفرس الحرون

أنتمو ذكرتمونا

بالجياد الصافنات

بالهداة

بالمغاوير الكماة

بالخميل وبالشداة

إنما الأحرار أنتم

إنما الثوار أنتم

إنما الأبرار أنتم

طيفكم مر بنا

فى أناشيد المنى

فى حكايات السنا

طيفكم منا دنا

طيفكم قال لنا

مالكم لا تسمعون

مالكم لا تسمعون

من خلف القضبان(5): إلى معاذ



هلل طيفك

حين رأيتك

تمرح تقفز

تلعب

وبيدك عروس

من شعر

رحت تداعبها

تفقأ عينها

بأصابعك الصغرى

وتمل فتلقيها خلفك

تبحث عن تلك الدراجة

تنظر حولك

من يرفعك لتجلس

فوق المقعد

ويثبت قدميك

لتبدل بهما

حتى تطلق صافرة الإنذار

لتدور بشقتنا البرحاء

وتحملق نحوى

تهتف

هيا ارفعنى

أجرى

أفتح كلتا يدَىْ

أحنى ظهرى

وأحاول أن أحملك عليها

لكنى أمسك بين يدى

سرابا لا شيئ

أتذكر أنى

لا زلت القابع

فى أسرى

لا زالت عيناك تدور

تبحث عنى

من خلف الأسوار(4):لقد تأخر نور الصباح

"عيد بأية حال عدت يا عيد"

أما الأحبة فالقضبان دونهمو

ما ذنب أطفال حرمت عينهمُ؟

أنا يا صغارى لم أكفر ولا وقفت

كلا وما خنت أيامى ولا وطنى

إن عشقتك يا أرض الكنانة يا

أنا شاعر قد شدا والحب ديدنه

أنا شاعر قد شدا للنور يطلبه

بالله أسأل أهل الحق عن سبب

جاءوا إلىَّ بجيش لا مثيل له

من يخطف الأب من أحضان أسرته

إنى أسائل والأشجان تعصرنى

إن أسائل جدران السجون وما

كل الزنازين تشهد يوم يجمعنا

ماذا جنيت وما ذنبى وما تهمى

لا صوت يعلو هنا والصوت محتبسٌ

إن قلت إسلامنا فيه الحلول لكم

يا مصر من يشترى منا بضاعتنا

إنا حفرناك فى الأعماق أغنية

يا عيد إن عدتنا فى الأسر ثانية

بدد ظلام الليالى الحالكات وجد

أطلق شموسك فالأحرار أراقهم

مهما يكن عيدنا سيجئ فى غده

حتى تغردنا الدنيا أناشيدًا

بفرحة أم بحبس فيه تمديد

ما أتعس القوم حين يسوس عربيد

من فرحة غالها ظلم وتشريد

تشرى الهوى منى غيد أماليد

والزهر يشهد لى واللحن والعود

صبحًا يغازله شدوٌ وتغريد

والحرف يتبعه شجو وتسهيد

فقد تأخر نور الصبح يا عيد

لما يدور بنا والقول محدود

والأهل فى فزع والقيد مشدود

له بمصر علامات وتمجيد

والقلب فى كمد والعمر مكدود

تحويه من قصص والأمر تفنيد

الجمع حق وهذا اليوم مشهود

حتى يلاحقنى سجن وتهديد

من للبلاد ترى؟ والأمن معقود

زاد السعير بنا والقول مردود

والسوق رائجة والربح موجود

فى كل وقت ويحلو فيك ترديد

هيا وعد بالسنا والبشر يا عيد

بالنور تحمله فينا الأغاريد

أسر بغيض وأيام هنا سور

عيد بهى لنا والنصر مولود

وعلى فهم الإخوان تحلو الأناشيد

عربية كل المواجع فى دمى


عربية

كل المواجع في دمى

كل اصطخابات الجراح

تجمعت

بين اللحاء وأعظمى

وصب تأجج في الفؤاد ..

ولم يزل

يحكى حكايات المرارة ..

والمحن

يستاف من جسدي ..

تضاريس الوطن

فأظل أنتظر الصباح

لعله يأتى

فينشد غربتى

عربية

كل التواريخ المجيدة

كل أصداء الشجن

وأنا هنا

سأظل أبحث عن سكن

لا فرق عندي

بين شرق النهر

غرب النهر

فالمأوى سواء

لا فرق بين الخائفين

على ضفاف النيل

من قهر الطغاة

أو بين من قد مزقت أوصالهم

عند الفرات

أنا يا أخي

أبكيك في كل البلاد

أنا يا أخي

صوت يذكرك النهار

أنا في دمشق

ووسط بيروت الحزينة

في الجنوب

أنا إن ذهبت إلى فلسطين الأبية

سوف تلقاني هناك

أنا في جنين ..

وفى طرابلس المدينة ..

في الخليل

أنا ليس تفصلني الحدود ..

وليس يقهرني الزمن

أنا يا أخي

هو أنت في كل المدائن

أشلاؤنا ..

وعظامنا ..

ودماؤنا ..

ودموعنا ..

أرواحنا ..

ورفاتنا

أنا منك .. لك..

أنا فيك أنظر

من محيط المنسلك

أنا عبر ذاتك

أمتطى خيلاً

لأسكن في الفلك

حتى إذا غنت طيور

في الفضاء

نادت على الأبطال

( حزب الله )

يا خير انتماء !!!

أنا للحقيقة أصطفيك

أنا للبطولة أجتبيك

أنا يا أخي

بجميع ما ملكت يميني

أفتديك

أنا يا أخي

عبر المحيط

إلى الخليج

فوق التضاريس

الحزينة

أستحثك ..

أرتجيك

إني أذكرك النهار

ماذا ستفعل

والرضيع لك انتظار

ماذا ستجنى

والهوان لك انكسار ؟!

يبس الكلام

على مرارات الحلوق

ما أتعس الجبناء

في ليل يطول

أنا يا أخي

لا زلت أحفظ صورتك

وأود لو ألقاك

في سوق الكرامة

" إن الذين يبايعونك "

قد مضوا

في الخالدين

وأنا الذي

قد كنت مثلك

من سنين

لكنهم

باعوا كرامتنا

بأسواق النخاسة

فاذهب ..

وعد بالنور في يمناك

لا تسمع

لصوت الخائنين

فأنا وأنت

سنلتقي ..

لو بعد حين

فأنا وأنت

سنلتقي ..

لو بعد حين

من خلف الأسوار(6):محبوبتى ...حريتى

سكبوا المداد وَمزَّوقوا أوراقى

ومضوا إلى حيث البداية تنتهى

وتسابقوا، كل يسطر تهمة

وبكل حقدٍ أودعونا حجرة

قالوا: عجيبٌ أمره متدله

أنا لست أحكى عن جميل بثينةٍ

وكثير عزة قد هوى فى عشقها

كلا، ولم أنشدْ لفوزٍ قصةٌ

كلاً، ولا ولادةٌ أعطيتُها

ما جُنَّ عقلى كالمنخَّل إذا سَبَتْ

أنا عاشقٌ وصبابتى فيما ثوى

الجُرْمُ أنى مسلمٌ يبكى على

الجُرْمُ أنى لم أَخن وطنى ولا

الجُرْمُ أنى أصطفى أنشودتى

الجُرْمُ أنى أكره الظلم الذى

أنا عاشقٌ يبكى على محبوبة

محبوبتى حريتى ولطالما

حريتى..سلبوكِ يا نبع السنا

لما بكى قلبى فراقك واكتوى

والدمع سَطَّر شوقه متبتلاً

كيف انعتاقُ النور من أَسْرِ الدُجى

لما عشقت على المدى حريتى

وسَرَتْ بساحى كلُّ أطياف المنى

وتقاَطَرتْ فوق الصحائف لوعتى

ونشيدَ إخوانى وأحلامَ الصبا

لما تراقصت البلابلُ نشوةً

لما بدا روضُ الأمانى يافعًا

سكبوا المداد وَمزَّوقوا أوراقى

ومضيتُ للأسْرِ البغيض مُصَفَّدًا

وتنازعوا أمرى وشُدَّ وثاقى

وتعاملوا من منطق الإغلاقِ

وكأنما ملكوا عَلَّى خناقى

فيها تُدار رَحَىْ مِنَ الإرهاقِ

أنا عاشقٌ من دوحة العشَّاقِ

وابنِ الملّوح طار فى الآفاقِ

وهواكِ لبنى لم يكن بسياقِ

كغرام ابن الأحنف المشتاقِ

وجدى، ولا أسقيتُها ترياقى

ذَاتُ الخدور فؤاده بتلاقِ

بين الضلوع وفى مدى أحداقى

أطلال عزته وطول فراقِ

بعتُ الكرامة، حِدْتُ عن أخلاقى

وأصون حرفى من هوى الإغراقِ

حبس العقول بوهدةِ الإغلاقِ

سُلِبَتْ، فَسَعَّرَ جُرحُهَا أعماقى

غَنَّتْ لها الأطيارُ بالإشراقِ

يا دفء وجدانى جَنَاإيراقى

بالنار من فرط الجوى الدفَّاقِ

هيمان تسكنه لظى الأشواقِ

حتى يطيب جمالُه بعتاقِ؟!

وعشقتُ خارطتى وطيِبَ خَلاَقى

وشَدَتْ بلحنٍ هائمِ تَوَّاقِ

خَطَّتْ عليها رحلتى وسباقى

وتوهُّجَ الآمال بين رفاقى

وسرى بنا نورٌ من الأخلاقِ

لما بدا لهموا سنا الإشراقِ

وتوهَّمُوا أنى سجينُ شقاقى

وأراكَ تعرفُ يا أخى.. ما الباقى!!!!

شرفاء على الدرب

مهداة إلى الإخوة الكرام المحالين للمحاكمة العسكرية في القضية 2 لسنة
2007 عسكرية عليا"


هاتي لحونك يا فيوض مشاعري هيا أعيدي للحياة قياثري

ومُرِي اليراعَ ليصطفي عذبَ المنى فتهيمُ في الأعماق جُلُّ خواطري

ويسافر الوجدان يأتي بالهوى وعلى الخيال يحطُّ كل مسافرِ

هيا أنصُبي شرَكًا لكل بديعة من صورة وضَّاءِةٍ بسرائري

واستنشقي فوحَ الكلام لكْ يفي بمقام أطهارٍ بروض أزاهري

واستجمعي الصبحَ النَّديَّ على الدنا والغيمُ والمطرُ المطيرُ بناظري

وحقولُنا والطيرُ يشـدو فوقَها يزجي إلى الدنيا بديع بشائرِ

وعُيونُ أطفالِ المدارسِ والندى وجوارهم تمشي زواتِ حوافرِ

والروضَ غني للصباحِ ونورهِ وعلى النخيل هفت حواصلُ طائرِ

هاتي لحُونَك وأطرُقي باب السنا قُصِّي على الدنيا حكاية "شاطرِ"

هو "خيرت الشاطر" و"بشر" و"مالك" يرجون للدنيا عظيم حواضرِ

نفـرُ من الإخوان كان سبيلهم نهج النبي الهاشميِّ الطاهرِ

لهمُو من التاريخ أعظم سيَرةٍ قد سطَّروا بالمجدِ أعظم حاضرِ

هذا هو "الشاطرْ" ببسمة حالمٍ وفؤادِ تَوَّاقٍ وطِيبِ سرائرِ

ما لان يومًا عزمُهُ لشدائدٍ ما هاب يومًا صولةً للفاجرِ

لم يقترف ذنبًا ولا جُرْمًا أتى ما باع أرضَ النيلِ للمتآمرِ

نادى على الإصلاح في مصرِ التي سجنته خلفَ حواجزٍ وسواترِ

المالُ في دنياه ليس بغايةٍ لله ينفق.. للفقير الحائرِ

ما جَمَّع الأموالَ من قوت الورى كلا ولم يسرق فُتَاتَ ضوامرِ

لم يسرقِ الشَّعبَ البئيسَ ولا جَنَى خيرَ البلاد بجيبهِ لمفاخرِ

إهنأ صهيبُ زمانِنا رِبحِ الذي أنْفقته لله دونَ مظاهرِ

ولسوفَ يعطيك الغَنِيُّ بِفضله خيرًا لما سلبوه دون ضمائرِ

وضعوك في الأسْرِ البغيض مخافةً ولَحَسْبُهم في ذلك اسمُ الشاطرِ

ورفيقُك العَلاَّمة البحر الذي غَرْفًا شربنا من مَعِينٍ طاهرِ

"بشرُ" الذي بالبشر تُوِّج وجهُهُ وسَمَتْ خلائقُه بقلبٍ عامرِ

فيه الأبوَّةُ فيه فيضٌ من سنا فكأنما يأتيك صبحُ بشائرِ

رَبَّي لنا الأجيالَ تصنعُ مِصْرَنا بالعلم والخُلقُ الكريم الزاهرِ

أنا لستُ أعرِف ما جنايته التي جعلته في سجْنٍ ظلوم جائرِ

وإليكَ "مالكْ" ألف ألف تحية وإليك حُبًّا تصطفيه مشاعري

لا تبتئِس فالله يعلم أنكم في الحقِ لا تحْني لأي مكابرِ

والمالُ مال الله قد أعطاكه ولسوف يعطيكمْ بخيرٍ وافرِ

يا أيها "الحسنُ" الذي في عزْمهِ وثباته يجلو كسيفٍ باترِ

هيا لحون مشاعري وترنمي في سيرة الأخيار طِيبُ توَاترِ

يا "خالدٌ" يا ابن الشهيد بكم سنا يسري على الأيام بالمتواترِ

يا "عُوْدَةٌ" هي عَوْدَةٌ تبغي بها بالعلم أن تجلو ظلام دياجرِ

فَكَّرْتَ ماذا قد يعيد لمصرنا مَجْدًا تَهَاوَي تحت ظلم سافرِ

وعَرَفْتَ بالأبحاث شيئًا مفزعًا غرقًا لدلتانا بموج هادرِ

وأتيتَ بالحل الذكي نجابةً حتى تقينا من هلاك مخاطرِ

وسَبقتَ بالأبحاث بلدان الدنا بالكشف عن أثرٍ خلال حفائرِ

محميةٌ مصرية نزهو بها ونضيفُ للأمجاد فيض زخائرِ

جاءت لك الدنيا تزورُك كي ترى فِيك العلومَ وترتوي بغدائرِ

لكنهم وجدُوك رَهْنَ قيودها في محبسِ الظُلْم العَتِّي الغادرِ

عادوا إلى بلدانهم وتحسَّروا وبكوا على العقل العظيم الزاهرِ

يا ابن الشهيد لكَ التحية من دمي يا ابن الشهيد لكُم فيض مشاعري

وإلى "سعودي" أرسلي أنشودتي لطاهرة القلب التقي العامرِ

بك يا سعود القلب يسعد خافقي وتفوح في لقياك كل أزاهري

أمَّا "أبو زيد" الطبيب فإنه في علمه الأستاذُ دون تفاخرِ

هذي أنامله ترِقُّ لذي الضنى وفؤاده الرقراق سَمْتُ سرائرِ

هو في الجراحةَ عالمٌ متفنن وحديثهُ عذُبٌ كَفَوحِ مَبَاخِرِ

أمَّا الأخُ "الحدَّاد" إنْ دارِ السنا فتراه في فلك السنا كدوائرِ

هو قلعةٌ للصبر فولاذٌ به أَكْرمْ به وبعزمه مِنْ صابرِ

وإليك "أحْمَدُ أَحْمَدُ النحاسُ مِنْ قلبي ووجدانيِ بديعُ خواطري

يا "صادِق" الوعد الذي جددتهَّ بالخير دومًا لو بقيظِ هواجرِ

هيَّا لحوني أرسلي كلَّ المنى لأحبة ظُلِمُوا بحبسٍ جائرٍ

يا "أحمد" يا "عز دين" قد سما يا صاحب القلم الشريف الثائرِ

طِبْ يا ابن سوهاج العزيزة إنني كم كنتُ أقرأ فيكَ نبض مشاعري

وإليك "ياسر" كل حَمْدٍ قد ثوى أكْرِمْ به ونبيله مـن "ياسرِ"

يا "أحمد" و"محمد" يا شوشة كالنخل تعطي في وفاءٍ نادرِ

و"عصامُ" يا "عبد الحِليم" بك أنتشي بَوْحُ القريض وفيكَ روعةُ شاعرٍ

وإليك "أحمدُ أشرفٌ" أنشودة غنىَّ لكم فيها خريرُ نواطرِ

و"جمال شعبانٌ" تسامى قدره سيظل يهتف للعلا لشعائرِ

"فتحي" و"بغداد" تثورُ بوَجدنا وبقلبه وجعُ استلاب حرائرِ

و"أسامةٌ" ذكرتنا بأسامَةً سِِرْ يا ابن "شربي" دون أي محاذر

يا "مصطفى" بالمصطفى َسلِم الذيَ منه استقى وَوُقيتَ شرَّ مخاطرِ

و"محمدُ المحمودُ حافظ" عهده لله بيعته لكل مفاخرِ

وإلى "الدسوقي" يا "صلاحُ" لكُمْ بنا شوقُ لنَنُهل من عبير عاطرِ

"وبليغُ" بَلَّغَكُمْ إلهي ما لَهُ تصبو وجنَّبَكم شرُور مصائرِ

قُمْ يا "ضياء الدين" واستبق المنى وأمدد يديك إلى السميع القادرِ

فلسوف يعطيكم مقاعدَ من سنا ولسوف ينصركم على المتآمرِ

"محموُد" يا "مرسي" سيرسو قاربٌ فيه النجاة برغم موج هادرِ

"ممدوحُ أحمْد" يا "حسينيَّ المدى فيك النهار أتى بكل بشائرِ

يا "أيمنٌ عبد الغني" أُحِبُكُمْ فلقد ملكت بنا جميل مشاعرِ

علمتنا معنى الأخوّة يا أخي وجَمعْتَ للأحباب كل أواصرِ

هُوَ ذَا "فريدُ" على الربى متفردٌ بالدين سمو فوق كل مُنَاظَرِ

و"عصامُ عبدُ المحسنِ" الإنسانُ مَنْ عافت خلائقه دُنَّوَ صغائرِ

لك يا "أميرَ" الحبِّ "بسَّامًا" تُرى أَمَلٌ سيعلو فوق كل مُكابرِ

"محمود" يا "عبد اللطيف" تحية ممزوجةً بندى الخميل الزاهرِ

يا شيخُ "سيدُ" أنت معروف لنا والحب فيك يزيد فَوْحَ مزاهرِ

أمَّا "سعيدٌ" سعدُه في قلبه بعظيم إيمان وروضِ خواطرِ

قُمْ يا "محمدُ" يا "مهنَّا" يا "حَسَنْ" واهنأ فسوف يذوب غيم دياجرِ

"حَسنُ زَلَطْ" في قلبِه حُسنٌ ثوي أملٌ وآمالٌ بفجرٍ طاهرِ

مَهْلاً لحونَ مشاعري هُمْ صحبةٌ للخيرِ للتقوى لحقٍّ ظاهرِ

ما أفسدوا في الأرضِ كلا ما سَعَتْ أخلافهم لسفاسف ومظاهرِ

رَغبِوا الحياة لأجل دينٍ يُفْتَدى وبكل حقٍّ ساطعٍ متواترِ

قالوا: هو الإسلام شرعتنا التي نسعى لها ونقيم كل شعائرِ

راموا لأمة أحمدٍ عزًّا يُرى فوق النجوم ظلاله كستائرِ

تكسو الحياةَ عدالةٌ وضّاءةٌ وتظل للدنيا مسيرة سائرِ

حتى يثوبَ القلبُ عن غفواته وتَقَرَّ بالإسلام عينُ الناظرِ

هذا هو الجيل الذي ورث السنا في الأسْرِ محبسهم بسجنٍ جائرِ

يا ربِّ فَرَّجْ كربهم واكُتبْ لَهم منك النجاةَ ومِنْ شرورِ الغادرِ

أَرْسلْ لنا الفجرَ الوضِيءَ وكُنْ لناَ عَـوْنًا يَقينًا من ظلام مخاطرِ


وابعثْ لنا العصفورَ يشدو بالمنى وتُغردُ الدنيا لحونَ مشاعري

ملحوظة: الأسماء التي بين قوسين والتي وردت بالقصيدة هي أسماء الأساتذة
المحالين للمحكمة العسكرية.

سأظل أنشد للضياء قصيدي


زيدي أيا ورقاء شدوك زيدي وتدثري بالبوح والتغريدِ

وتذكري عهدًا سما فوق الربى واسترجعي بالشدو حلو نشيدي

هيا اذكري عهد النبي وصحبه هاتي الشذا أستافه لقصيدي

فالهمُّ رافقني وجُرحي غائرٌ والجفن أرَّقه جوى تسهيدي

هاتي لحونك للحيارى واذكري فينا الملاحم منذ كان جدودي

وعلى فلسطين الأبية رددي آهاتِ أقصانا من التهويدِ

واستمطري الدمع السخين على الذي قد ضاع منا بالخنا ليهودِ

نُوحي على أهل العراق فما غدا فيها سوى الأوجاع والتشريدِ

حطي على مصر الحبيبة واسمعي ما قد يذيب الصخر من جلمودِ

لا تفزعي فالبحر عاتٍ موجه والشر طل بوجهه المنكودِ

هيا اسمعي مني حكاية ثلة عشقوا الصباح متوجًا بخلودِ

في عام عشرين وبعد ثمانية من تسعمائة بعد ألف زيدي

هيا معي وتذكري حين التقى نفر من الإخوان للتشييدِ

كان الظلام على البلاد مخيمًا والناس موتى خَنَا وشرودِ

وخلافة الإسلام بعد سقوطها زاد الأسى بمؤامرات يهود

أضحت بلاد المسلمين خرائبًا والناس بين مغيبٍ ورقود

قد قالها البنا بعزمةِ واثقٍ عودي لدينك يا بلادي عودي

طاف البلاد شمالها وجنوبها ومضى ولم يعبأ بأي صدود

وغدًا يسطر للدنا أنشودة غنَّى بها العصفور فوق العودِ

اللّه غاية كل حرٍّ مؤمنٍ يشدو بها الإخوان بالترديد

أركان بيعتنا له عشر أتت كالدر زانت روعة العنقود

هي كاللآلئ نيرات بالسنا هي كل ما نبغيه من مقصود

الفهم للدين الحنيف ركيزة وهي الأساس تذيب كل جمود

إخلاصنا لله غاية أمرنا فإليك تسبيحي إليك سجودي

أعمالنا لك لا لغيرك ربنا ثقل بها الميزان يا ذا الجود

ثقة برب العالمين تحوطنا وتجرد لإلهنا المعبود

وأخوة في اللَّه تربط بيننا نزهو بها في ديننا المنشود

ركن الجهاد سنام شرعتنا التي جاءت لتزهر عمِريَ المجرود

هو طاعة لله، تضحية له بالنفس تشري بل بكل رغيد

وثباتنا في ديننا هو عزنا حتى ولو صرنا به لِلِحود

ما قيمة العيش الرخيص إذا علا فيه الطغاة ودنسوا مورودي

وتسابق الإخوان حول إمامهم يدعون في ثقة وعزم مُريد

كانوا مصابيح الهدى وسط الدجى ضاءت بهم أحلام كل وليد

لما دعاهم للجهاد تبادروا لبوا نداء الحق دون قعود

وإلى فلسطين الحبيبة شمروا عن ساعد للجد والتجنيد

أرواحهم تهفو للقيا ربهم وقلوبهم في الحق كالجمود

ذاق اليهود بهم مرارة بأسهم هم في الوغى والحرب خير جنود

القدس راح يدوس فوق ترابها ويدنس الأقصى سليل قرود

إن كَبَّر الإخوان تسري رعدة ورجائف في قلب كل مَريد

هم في الوغى خير الرجال تراهمو فرسان حرب في زئير أسود

لا خوف يمنع عزمهم ونضالهم أرواحهم تهفو إلى التغريد

طوبى لهم تسمو بها غاياتهم لفداء أوطان وأرض جدود

قد سطَّر الإخوان أعظم صفحة للمجد تحتاج إلى التنفيذ

هذى عصابات اليهود تمزقت فروا فرار الخائف الرعديد

والنصر للإسلام يسطع نوره في قوة الإخوان بالتوحيد

لكن، وكيف؟ وفي البلاد شراذم كانوا بحلق الناس مثل سفود

نهبوا البلاد ومزقوا أوطاننا باعوا كرامتنا بكل زهيد

قد أعلنوا: عُدْ يا مجاهد إنه قد جاء بالتحريم قتل يهود

دعهم فهم إخواننا ولهم بنا نسب وصهر منذ عهد ثمود

أجدادنا ركبوا السفينة للتقى من عهد نوح والتقوا بعهود

هيا اتركوا القدس الشريف لرجسهم حتى تحكم شرعة التلمود

وتساءل الإخوان عمَّا قد جرى عن كل ظلمٍ فاجرٍ وعنيد

سِيقوا إلى السجان في مصر التي خبرت فنون القهر والتشريد

سيقوا إلى الأصفاد بعد جهادهم ومضوا لسجنٍ ظالم وعتيد

ماذا جرى يا أمتي حتى أرى يد غادر خنقت ربيع ورودي

صرخ الإمام وقلبه متحسر يلتاع من وجع به وكدودِ

هيا خذوني للسجون لإخوتي هيا خذوني بينهم لقيودِ

لكنهم تركوه ثم تآمروا للنيل منه بخسة وجحودِ

وأتت يد الأشرار تطلق في الدجى نحو الفؤاد الحر نار حقودِ

سالت دماك لتكتب العهد الذي سطرته من فجرك المنشودِ

عيناك تسأل في وداعٍ حالمٍ ما الجرم حتى يستباح وجودي

كل البلابل صادحتك دموعها ورثاك شجو الطائر الغريد

وبكت عليك حمائم بهديلها بين الخميل بكاك فوح ورود

فاضت عيون الناس تقطر بالأسى والآن يبكي بالشجون قصيدي

يكفيك قد نلتَ الشهادة والرضا ولأنت عند الله خير شهيد

أَسَمِعْتِ.. يا ورقاء ما سطرتُه سأقول أيضًا ما جرى بعهود

رحل المؤسس عن ديارك مصرنا المرشد البنا لدار خلود

جاء الهضيبي بعده في محنة كانت كيوم الحشر في الأخدود

ساقوا الجميع إلى السجون وأمعنوا في الضرب والتنكيل والتجريد

أنا لن أسطر ما جرى يا صحبي فالقلب لا يقوى على الترديد

يكفيك ما قد سطرته أنامل ذاقت، وهُمْ والله خير شهود

في فتنة قام الشباب مكفرًا مَن عذبوه بغلظة وصدود

راح "الهضيبي" معلنًا في حكمة لا لن نُكفِّر مسلمًا بشرور

لسنا قضاة، إنما هي دعوة لله نَبسُطهَا لكل شريد

هي فتنة قد أخمدت في مهدها وبعقل داعيةٍ وفكر رشيد

عاد الشباب مبايعين على المدى ومضى الجميع إلى السنا المنشود

"والتلمساني" جاءنا يحدو بنا نحو الأمام بروعة التجديد

لم يخشَ في الله العظيم ملامة كلا ولم يعبأ بذي تهديد

لم يخشَ طاغيةً وليس يهاب من جبروتِ قهرٍ أو ظلام سدود

في الحقِّ يصدع للضياء بعزةٍ كلماته كانت كمثل رعود

قد زانه الإيمان والعلم الذي أعطاه للأجيال عبر عهود

تلقاه تنعم بالحديث وقربه أنفاسه كانت كطيب العود

وأتى "أبو النصر" الشريف ببيعة فتهلل العصفور بالتغريد

قاد الجماعة باقتدار محنك ومضى بها للنصر والتسديد

وتلاه "مشهور" ليحمل راية فيها الضياء بفجرنا الموعود

كم كان يرجو أن تكون بلادنا في ظل حكم راشد وسديد

وأتى "الهضيبي" الصغير مجاهدًا في حكمة وتوهج وصمود

كانت بلاد المسلمين بقلبه يهفو لصبح طاهر ومديد

وتلاه "عاكف" سابع سبعة من مرشدينا للسنا الممدود

مثل الجبال الشم عَزَّ بدينه لا ينحني للظلم والتشريد

طابت بسريتهم لحون قصيدتي وازدان مثل الروض وجه قصيدي

أكرم بهم من ثلة ميمونة أنْعمْ بهذا الورد والمورود

مهلاً.. أيا ورقاء إن حديثنا عذب المشارب من خميل ورود

أنا ما نسيتُ مصائبًا حَلَّتْ بنا من ظلم طغيان وحقد حقود

كل السجون شهيدة وأنا هنا فيها أسطّر للزمان نشيدي

أنا ما نسيتُ مشانقًا قد عُلِّقت في عهد ظلمٍ حاقدٍ ونكيدِ

أعوادها شهدت تأرجح ثلة من فوقها، فمضوا لدار خلود

ومضى الزمان تتابعت أحداثه وتجمّعُ الإخوان عَدُّ عديد

هم في البلاد بشرقها وبغربها هم في البلاد أمان كل شريد

بسطوا أياديهم بكل طهارة يبغون إحياءً لكل وئيد

نادوا على الدنيا بمأمول ثوي في القلب للإصلاح للتشييد

طافوا البلاد وأعلنوا بشجاعة "الحل في الإسلام" عنه فزودي

إسلامنا يا أمتي يشكو بنا تيهًا توسدنا بغيم ركود

فالماء يأسن في بحار ركوده تحلو الحياة بروعة التجديد

أنتم بني الأوطان عدة أمرنا ولشرعة الإسلام مدُّ مديد

كنتم خيار الناس في زمن الأولى سبقوا بفخرٍ منذ عَهْدِ عهيد

من عهد أصحاب النبي وآله أكرم بهم جاءوا بكل رشيد

من عهد خالد أنْتُمُ وأسامة حتى أتى البَنَّاءُ والمودودي

تركوا لنا الإسلام نورًا ساطعًا بذلوا لنصرته جهود جهيد

إنا بنو الإخوان طيف منكمو جنبًا إلى جنب لكل خلود

أنا يا أخي هو أنت أعرف حقها وأذود عنك ويفتديك وريدي

أنا لستُ أرجو غير نصرةِ ديننا حتى يغرد فيه كل سعيد

جاءت جموع الناس تملؤها المنى وتسوقها الآمال للمنشود

كسروا قيود الخوف من أنفاسهم لا لن نُذلَّ لظالمٍ وعنيد

خرج الشباب ملبيًا ومكبرًا وازدانت الدنيا بذي الترديد

لما بدا نور الصباح وقد دنا لجماعة الإخوان نجم صعود

واستقبل الناس البشارة بالعلا وتهلل العصفور بالتغريد

راحت نياب الغدر تنفش سمها لتزيل ما قد كان من مجهود

في كل يومٍ تستضيف سجونهم أفواج إخوان وراء سدود

نجباء مصر مكبلين بأرضها أطهارها بالظلم رهن قيود

لم ينتقص هذا الصفاد بدربهم عزمًا لديهم أو بقاء صمود

كلا ولم يمنع صغارهمو شذا يستافه الأحباب يوم العيد

لا لن أبيع عقيدتي وكرامتي سأظل أنشد للضياء قصيدي

يا معشر الإخوان مَن لكمو سوى رب الورى سبحانه ذي الجود

عذرًا أيا ورقاء.. تلك جماعة! الإخوان في فصلٍ بلا تفنيد

هذا هو العام الثمانون الذي بقدومه طابت لحون العود

ليكون شاهدنا ونحن بأسرهم من خلف أسوارٍ وخلف حديد

سيري أيا ورقاء وأستبقي المنى وتدثري بالبوحِ والتغريدي

عودي إذا طل الصباح على الدنا إنا على وعدٍ به موعود

------------

* سجن مزرعة طرة

لا.. لن نحيد


لا.. لن نحيد

من خلف أسوار الحديد

ورغم هاتيك القيود

عن شرعة الهادي البشير

ونهجه لا لن نحيد

أنا في الفضاء محلّق

أنا طائر الشدو الغريد

أنا مسلم حرٌّ أبيٌّ

لا تروعه القيود

أنا شارةُ الحق المبين

ونفحةُ الفجر الجديد

مهما يعذبنا الطغاة

يمزِّقوا منا الجلود

مهما نُشرَّد أو نُساق

إلى المشانق واللحود

عن شرعة الهادي البشير

ونهجه لا لن نحيد

مهما تعاقبت الليالي

الحالكات من العهود

وتجبَّر الأقزام في

زمن المهانة والصدود

ظنوا افتراءً أن

جيش الحق توقفه السدود

يا أيها الطير المسافر

أيها الأمل الشرود

يومًا ستُشرق شمسُنا

تأتي مع الصبح الجديد

وتغرِّد الأطيار تزجي

للمدى لحنَ الخلود

عن شرعة الهادي البشير

ونهجه لا لن نحيد

كيف أبدأ قصتى


من فن المعارضات، معارضة
لقصيدة الدكتور القرضاوي المعروفه باسم "النونية"، ولدت هذه القصيدة من رحم
التعذيب الذي ناله الشاعر وهو رهن الاعتقال؛ بتهمة الانتماء إلى الإخوان، وهي
تهمة تُلصق بكل الشرفاء في زمننا هذا


وهج يحرق مهجتي يضينيني


والدمعة الحرَّى وما يعييني

والغربة الحيرى تثور بداخلي

فتُثير أوجاع اللظى المكنونِ

ما بين أسئلتي وبين توجعي

وسياط ظني واجترار أنيني

يأبَّى السهاد سوى اضطرام سريرتي

وتمرغ الآهات بين جفوني

فأبيت أحلم تارة أني هنا

وغدًا هناك إلى مَن دلوني؟!

وأسوق من حلل القريض قصائدًا

حسبي بها من زورق ينجيني

ما السر خبر...؟ قلت ها نونيتي

تنبيكمو سرَّ اصطفاء النونِ

ما السر في حرف..؟ أجبتُ لعله

يُنجِّي كما نجى به ذو النون

****

أنا لست عبدًا عند سلطان الهوى

أنا لستُ أمشي في ركاب لعين

أنا لست أمضي في سياحة فاجر

أنا من بكتني غربتي وأنيني

أشكو إلى الرحمن ما قد ساءني

أشكو له من علقم يسبيني

أشكو إليه مرارتي وتلهفي

وتحسري وتأسفي وشجوني

أنا يا إلهي أدرك المعنى الذي

من أجله أبدعت في تكويني

آمنت بحقيقتي

فأنا عُبيدُك أرتجى تنجيني

وعرفتُ حقًا أنَّ عمرًا ينقضي

بالموت خير حياة مهينِ

غفرانك اللهم فيما مضى

والرحمة الكبرى لما يأتيني

****

أنا لستُ أعرف كيف أبدأ قصتي

في عالم التزييف والتلوين؟

في عالم نبذ التدين وانتشى

بجهالةٍ وتخبطٍ ومجونِ

ماذا أقولُ وقد ثوى في أضلعي

وجعُ العروبة واغتراب الدين؟!!

وجع يُمزِّق كلَ أحلام الصبا

ويلوث الفجر الذي يرجوني

فأبيت من فرطِ التوجع يصطلي

بالنار قلبي والأسى يدميني

يا إخوتي هلا سمعتم قصتي

ليست خيالاتٍ ونسج فنونِ

هي قصة الأبطال منذ محمد

صلى عليه الله خير آمين

حتى أتى البنا بنهجك سيدي

يدعو لذلك في ثبات يقين

وتسابق الإخوان خلفَ إمامهم

يرجون جنات بعليينِ

****

ماذا أسطرُ من مشاهد عصرنا

وبه من الأحداث ما يبكيني

الناس في زمني طرائقُ عدة

هاموا بكل رذيلةٍ ومجون

هذا بهائيُ العقيدةِ مارق

وعلى الصدارةِ بينهم ماسوني

أواه كَم ذابَ الفؤاد بلوعةِ

وبكت على عِبَر الزمان عيوني

صارَ العبادُ مطيةً لأولى الهوى

واستغشت الأيامُ ثوبَ فتون

ومتى الخلاص أحبتي وأنا الذي

بمرارةِ الأحداث جد حزين

****

إن رُمتَ تعرف ما جرى يا صاحبي

إن شئت فاسال عنه كل سجين

فهناك آلاف الأقاصيص التي

يندى الجبين لها بكل شجون

جاءوا إلينا في الظلام وأحدثوا

بالدار تخويفًا وضاع سكوني

شهروا سلاحمهمو وإن جيوشهم

جاءت بكل جحافل تغزوني

قد مزقوا كُتبي وفزع صبيتي

رحماك ربي أنت خير معين

فزع وخوف وارتياع وشدة

بعيون أطفالي وقد خبروني

والأم واقفة تكفكف دمعها

وتحوطهم بفؤادها الميمونِ

****

أُخرِجتُ من داري بدون جريرةٍِ

واللهُ حسبي.. بغيتي ومعيني

وضعوا على عيني شؤم عصابةٍ

وبقسوةٍ وتجبرُ سألوني

من أنت؟ قلت لهم بأني مسلم

باع الحياة رخيصة للدين

أنا مسلم رغم الصفاد وما به

أنا مسلم وبرغم ما يعييني

أنا مسلم سأقولها عبر المدى

أنا من حملتُ الطهر فوق جبيني

أنا من تمنَّى العيش حرًّا شاديًّا

كالطير يُزجي الزهرَ عذبَ لحون

****

وتسابقوا كل يسطرُ تهمة

وإلى غيابات النوى ساقوني

في غلظةٍ.. والقيد أكبر شاهد

رحماك يا رباهُ.. مَن يحميني

قالوا تَحَضَر.. قلتُ أي حضارةٍ

تبغونها مني وأي فنون

تبغون مني أن أعيشَ ممزق الـ

وجدان منكسرًا أسيرَ ظنوني

تبغون َأن أحيا بعدةِ أوجهٍ

ولسان أفَاق وحيلةٍ دون

لن أنثني والعز يسكنُ هامتي

لن أنثني للقهر والتهوين

****

صنعوا محاكمة لنا هزلية

فالجرم كلُ الجرم حبُ الدين

دستورنا يقضي بأن تتكلموا

والجلدُ والتعذيبُ بالقانون

هيا خذوه ورحلوه إلى طره

وهناك يُصلى ذِلة المسجون

حتى يثوبَ لرشده مما به

ويفيق من مس به وجنون

لا بد أن ينسى وينسى نفسه

لا بد من سجن ٍلبضع سنين

قلبتُ كفي واستعذت بخالقي

من كل شيطانٍ بهم ملعون

السارقون تراهمو في عزةٍ

ويساق للأصفاد كلُ أمين

هي سنة الدعوات دومًا يا أخي

خذ بالعزيمة.. خذ بكل يقين

يعلو الشقيُ وترتقي هاماته

وتضيق أجواءٌ بأهل الدين

****

أنا لستُ أخشى الموتَ إن هي أقبلت

خضر الجنان تزفني لمنوني

فأنا الضياءُ.. أنا الصباح ُ.. وإنَّ لي

ربي.. وهذا مصحفي بيميني

قلبي أبى ليس يملك مثله

جلادُ من في السجن قد وضعوني

لا ليس يملكُ مثله مَن أصدروا

حكمًا بظلم منهمو حبسوني

****

يا أيها الجلادُ فلتشربْ دمي

فدمي يثورُ عليك منذ سنين

مزق فؤادي لستَ تملكُ أمرهُ

فالأمر للرحمن لا لمهين

جربْ فنونَ القهر لستَ تخيفني

فأنا بربِ العالمين َيقيني

قد ذقتُ بالإيمان لذةَ طاعتي

هيهات يا جلادُ تستهويني

لا زلتُ أذكر من لربي قد قضوا

نحبًا.. وللجناتِ قد سبقوني

****

أسمع سأرويها.. فهذي قصتي

فيها من الإرهاب كل فنون

هذا أخي قد سيقَ في أقياده

شُدت يداهُ لظهرهِ المطحون

قد جردوه من الثياب جميعِها

وأذيقَ بالتعذيب كلَّ الهون

عبثوا بعورات الفتى ويلٌ لهم

قد علقوه فصار كالمجنون

ساموهُ سوءًا للعذاب وأمعنوا

في الضرب والتنكيل والتهوين

قد راحَ يصرخُ ما الجريمة؟! ويحكم

أنا منكمو لا من بني صهيون

أنا لستُ خوَّانًا ولست بمجرم

أنا ما وهبتُ العرضَ للمأفون

أنا ما سرقتُ.. وما اقترفتُ فواحشًا

أنا ما ارتكبتُ كبائرًا ترديني

أنا فوقَ أرضي عاشقٌ ومتيمٌ

فبأي ذنبٍ ها هنا سجنوني

****

ناديتُهُ: صبرًا أخَيَّ سنلتقي

في ساحةِ الديان يوم الدين

حتى تُوفَّى كلُ نفس ما جنت

والوعدُ حقٌ ليس بالمظنونِ

سطرتُ بعضًا من لهيبِ مشاعري

أما لظاها في دمي يكويني

لكنني ماذا أسطرُ بعدما

قد قال شيخي يوسفُُ* في النونِ

قولوا: كفرنا بالسياسة!


جاءوا وفي جُنحِ الظَّلام

قد أوثقُوني بالقيود

وأرجفوا كلَّ النِّيام

وتساءلُوا: ماذا يكُون لُه من الجُرْمِ اتهام؟

.. قلب النظام!؟

أم أنه قد حرَّض الشعبَ البئيسِ

على الكلامِ؟

أم أنَّهُ.. أم أنَّهُ ..أم أنَّهُ؟؟

قولوا وجدناه يهرطق في الكلام

أو أنه صلَّى القيام مع الإمام

قولوا وهيا اكتبوا

متطرف.. متزمِّت يهوى التخلف

لا يسير إلى الأمام

ومضوا وقيدي في يدي

قد سطروا كل الجنايات التي

يومًا ستوصلني لحبل المشنقة

وهناك.. في سجن به نذر الكآبة

مطبقة ألقوا بنا

همس المعين بالحراسة:

الأمر تصلحه الكياسة

قولوا كفرنا بالسياسة!

رسالة من وراء القضبان.. إلى "أمي"


أماه ثار الشوقُ في وجداني

وتقرحت من سهدها أجفاني

أماه طال الليلُ في زنزانتي

فمضيت أسْطُر من عجيب زماني

أماه لا أدرى بأيةِ أحرفٍ

أقضيك حقك منبع الإحسان

فأقول ويحك يا قريض هَلُمَّ لي

هل رحت تسكنُ واحة النسيان

هات القوافي يا قريضُ ودلني

ماذا لأمي قد يكونُ بياني

القلب يهتف والجوارحُ تنتشي

إن مرَّ طيفك بالفؤاد العاني

كم هزني شوقي إليك فهل ترى

يومًا تعود إليكمو ألحاني

فأُقَبِّل الأيدي التي كم في الصبا

مسحت على رأسي بكل حنانِ



******

أماه في ليل سكين حالم

سجدت به الأكوانُ للرحمن

جاءوا إليَّ مدججين سلاحهم

وكأنهم بالحرب في إعلان

ومضيتُ مصفود اليدين أمامهم

حتى وصلت إلى يد السجان

في حجرة سفلية ألقوا بنا

هي قبرُ أحياءٍ بلا أكفانِ

فيها صراصير تهرول فوقنا

وكذاك مملكةٌ من الجرذان

إن شئت فاسمع صرخةً من مؤمنٍ

قد ذاق بالتعذيب كل هوانِ

جلد وإرهاب بكل صنوفهِ

والكي كهربة وبالنيران



******

قالوا ستمثل عند أكبر هيئة

تقضي بكل العدل والميزان

أنا لستُ أعرف تهمتي وجنايتي

مَنْ يستحل كرامتي وهواني

وهناك قالوا إن ذنبك واضح

أنت الذي تمشي مع الإخوان

أو لستَ تدعو للخلافة دائمًا

أتظن أنك مصلح الأكوانِ

تدعو لتطبيق الشريعة زاعمًا

أن الصلاح بها لكل زمان

ضُبطت بدارك للعلوم خزانة

فيها الصحاح ومصحف عثماني

كتبًا وجدناها بدارك كلها

تدعو لفكر جماعة الإخوان

هيا احبسوه ورحِّلوه إلى طره

حتى يذوق من الأذى ويعاني



******

أماه تلك حكايتي وأنا هنا

في روضةٍ سكانها إخواني

الليل عندهمو نحيبٌ دائم

من فرط خشيتهم من الديَّان

ذكر وطهر واشتياق دائم

للقاء أحمدَ سيد الأكوان

أماه تلك حكايتي لا تجزعي

أنا عاشقٌ للنور فيه جناني

أماه لا تبكي الفراق فإنني

مستمسك بالحق والإيمان

مهما يطول الظلم في ظلماته

وتُهان أفكارٌ تداس معاني

سأظل انتظر الصباح على المدى

يأتي بشرع الله بالقرآن



------------

*عضو نادي الأدب بسوهاج، كتب هذه الأبيات في طره بتهمة الانتماء للإخوان.

 
©2009 الشاعر يوسف أبوالقاسم الشريف | by TNB